responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 417

جلاله وما أحد أحبّ إليه العذر من الله تعالى لذلك أرسل الرسل ، وأنزل الكتب (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ) الآية. اعلم أن الله تعالى شهد على سبعة أشياء على التوحيد ، فقال : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) [١] والثاني على العدل (وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ) [٢] وقال تعالى (قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً) [٣] وقال : (قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [٤] وقال : (فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) [٥] والثالث على اعمال العباد فقال : (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا) [٦] الآية وقال : (إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً) [٧] أي تفيضون فيه وقال : (وَاللهُ شَهِيدٌ عَلى ما تَعْمَلُونَ) [٨] ، والرابع على جميع الأشياء فقال (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) [٩] والخامس على كذب المنافقين قال تعالى : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) [١٠] ، والسادس على شريعة المصطفى فقال عز من قائل (قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [١١] أي شهيد على القرآن (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ) الآية.

وقال ابن عباس : إن رؤساء مكة أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالوا : يا محمد أخبرنا أولا عن صفتك ونعتك في كتابهم فزعموا إنهم لا يعرفونك ، ودخل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جماعة من اليهود فقال لهم : «إني والله أعلم أنكم تعرفون أني رسول الله» [٣٩٧].

فقالوا : نعلم ، فأنزل الله تعالى إن كذبوك وجحدوك (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً).

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً (١٦٧) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (١٦٨) إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٦٩) يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً (١٧٠) يا أَهْلَ الْكِتابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ سُبْحانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَكَفى بِاللهِ وَكِيلاً (١٧١) لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعاً (١٧٢) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا


[١] سورة آل عمران : ١٨. (٢) سورة الفتح : ٢٨. ٢٩.

[٣] سورة العنكبوت : ٥٢. (٤) سورة الأنعام : ١٩.

[٥] سورة آل عمران : ٨١.

[٦] سورة المجادلة : ٦.

[٧] سورة يونس : ٦١.

[٨] سورة آل عمران : ٩٨.

[٩] سورة فصّلت : ٥٣.

[١٠] سورة المنافقون : ١. (١١) سورة الأنعام : ١٩.

نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي    جلد : 3  صفحه : 417
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست